الخياطة

بدأ هذا النشاط مع الاجداد منذ عام 1928 ميلادية حيث الاعمال اليدوية في كل شيء،   واستمر مع الابناء والاحفاد الذين حافظوا على هذه المهنة والنشاط مع تطويرها والمحافظة على التراث، والمدني هم من الاوائل في هذا المجال في دولة الامارات العربية المتحدة وتتميز منتجات المؤسسة بالجودة العالية من حيث انواع الاقمشة والخياطة الدقيقة وكذلك الموديلات الحديثة والمتطورة مع الحفاظ على اصل التراث في الثوب.

حافظ الزي الشعبي الإماراتي على حضوره البارز حتى يومنا هذا، بينما اندثرت مع الوقت أزياء شعبية متنوعة، وفقدت هويتها الوطنية وسط معمعة الحياة العصرية بتقنياتها وتعقيداتها، التي تختلف اختلافاً جذرياً عن نمط الحياة القديم. فأجدادنا لم يعرفوا خياطة الكمبيوتر، وطباعة الأشكال المرغوبة على الملابس بالحبر، إلا أن الأزياء الشعبية الإماراتية استفادت من الواقع المعاصر جل استفادة، فخرجت إلى آفاق أرحب وأوسع عبر المهرجانات السنوية التي تقام بالدولة، وتبث تلفزيونيا لكل أنحاء العالم لتعكس وجهاً حضارياً، وتلقى إعجاب وتقدير كل من يشاهدها.
الإماراتي يشعر بشيء من الفخر والاعتزاز لأن ملابسه تلقى كل هذا الاهتمام الجماهيري والإعلامي مما يدفعه بلا شك إلى المزيد من التمسك بهذا الموروث الشعبي، وتتميز الأزياء الشعبية بأصالة نادرة إضافة إلى التلقائية والبساطة والوضوح التي تحدد معالمها، فلم تستطع الثقافة العصرية طمسها. ودائماً هنالك جهود مبذولة تعمل على مسح الغبار الذي قد يلقيه الزمن فوق موروثاتنا، لتبقى دوما حاضرة، فتتحدث أصالتنا العربية.

من ذاكرة الماضي

كان الناس فيما مضى يشترون ملابسهم من محال معدودة ومعروفة للجميع في الأسواق الشعبية بعد أن تنتهي النساء من خياطتها لعدم توفر خياطين من الرجال في ذلك الوقت، لأن الرجل كان مشغولاً بالغوص، ولا يستقر في بيته إلا لفترات قصيرة.

أما أهم أنواع الأقمشة قديماً فالكورة والبفتة وبو تفاحة واللاس والشربت، والصوف الذي كان نادراً نظراً إلى ارتفاع ثمنه ويحرص المواطن الإماراتي على ارتداء أزيائه الشعبية وعدم التأثر بالأزياء الوافدة، فهو يتمسك بزيه التقليدي في ميادين العمل والمناسبات الاجتماعية وغيرها.

ويستثنى من ذلك استحداث بعض التعديلات والإضافات التي طرأت على الزي الشعبي لدى الشباب، وزي الرجال في الدولة يتوافق مع العادات والتقاليد الإسلامية فيتميز بالبساطة والوقار ويخلو من التطريز الذي يعتبر نوعا من الزينة الخاصة بالنساء ويكاد يكون موحداً إلا من فوارق بسيطة.

الكندورة العربية

وكان الاماراتي يرتدي الكندورة العربية أم فروخة (الطربوشة) المصنوعة من قماش اللاس أو الشربت في فصل الصيف في حين تصنع الفروخة من الزري. والرجل يضع على رأسه الغترة البيضاء (الدسمال) وتستورد من السواحل خصوصا من اليمن.

أما الغترة البصراوية فتتميز باللون الأحمر والأبيض والشال فيكون عادة مصنوعا من الصوف، ويضع الرجل فوق الغترة العقال الأسود وتحتها القحفية (الطاقية)، وهي تساعد على تثبيت الغترة والعقال على الرأس، وفي بعض المناطق يلف الرجال الغترة على رؤوسهم من دون عقال وتسمى العصامة.

الوزار والصراري

ولابد للرجل ان يرتدي تحت الكندورة وزاراً ( إزاراً) وهو قطعة مستطيلة الشكل تبلغ مترين طولاً ومتراً عرضاً، يلفها الرجل حول النصف السفلي من جسمه، وعادة ما يستورده التجار من الهند، أما المقصر فكان يلبس أثناء فصل الصيف، ويصنع من قماش الشربت، وهو نوع من القماش الخفيف، كما يلبس الرجل في قدميه النعال، وهو عبارة عن حذاء بسيط ومن أشهر أنواعه صراري وبوصقف والنعال الهندي، وقد يغلب اللونان الأسود والأبيض على نعال الرجال .

كندورة معاصرة

تطريزات حديثة وتصاميم جديدة دخلت على الكندورة الإماراتية كنتاج طبيعي للحداثة، والحراك الثقافي المتنوع داخل الدولة، ومن طبيعي ان يسايرها بعض الشباب، ويختلف جزء آخر في كيفية التعاطي مع التعديلات المعاصرة على الكندورة، فيما يتمسك الجزء الآخر بكامل تفاصيل الكندورة الكلاسيكية، ويرون فيها الهوية الوطنية والأصالة الإماراتية.  كما هو مبين  في الصور من تطوير في الشكل والتفصيل

أنواع مختلفة

هناك أنواع معينة من الكنادير التي نرتديها، والتي تختلف أسماؤها، حسب البلد، الذي أتت منه، فعند الذهاب إلى محل خياطة رجالي، تجد الكندورة المسماة بالعربية، والشبيهة بما يرتديه الرجال العمانيون، وهناك القطرية ذات الياقة العالية، إضافة إلى الكويتية ذات الياقة المفتوحة، والسعودية ذات القصة الضيقة قليلا عند منطقة الجذع،

الكندورة العربية

ونؤكد نحن أصحاب محال الخياطة الرجالية أن الكندورة العربية »الإماراتية« هي الأكثر مبيعا، وإقبالاً من قبل الشباب في الدولة، وتمتاز بالقماش الخشن والتفصيل الواسع ذي الأكمام الكبيرة مع وجود الطربوشة التي تضفي عليها الأناقة.
أما الكندورة الكويتية فتحتل المرتبة الثانية في الإقبال ويفضلها الجميع، خصوصا كبار السن لأن قماشها خفيف يتناسب مع أعمارهم، وتمتاز بأنها واسعة قليلاً، وتختلف أكمامها حسب الطلب الواسع والضيق، وهي أكثر الأنواع شيوعاً في فصل الصيف. ثم تليها القطرية  فالسعودية.